عيوب الملاحظة:وهي السمات التي من شأنها التأثير
على البحث أو الباحث , مما يحث بعض الباحثين للعزوف عن هذه الأداة هروبا مما قد يواجهونه
باستخدامها والتي تكمن في نقاط من أهمها :
أ- قد يتعمد الأفراد إعطاء انطباع
جيد أو غير جيد , عندما يدركون أن هناك من يقوم بمراقبة سلوكهم ([26]) , ويمكن معالجة
هذا العيب والتقليل من أثره بعدة طرق منها " استخدام غرف خاصة للملاحظين
([27]) " أو " بمحاولة تكرار الملاحظة " ([28]) .
ولكن من وجهة نظرة الباحث فإن استخدام غرف خاصة يخضع للضوابط الشرعية , ولا
بد فيه من استئذان العينة بعد الملاحظة , لأنه حق من حقوقهم .
ب- من الصعب توقع حدوث حادثة
عفوية ليكون الباحث حاضرا وقت وقوعها , وعادة ففترة الانتظار مرهقة وتستغرق وقتا طويلا
([29]) , وتتضح هذه الإشكالية عندما تكون أعداد عينة الدراسة أعدادا كبيرة , أو بعض
الأحداث تحصل في عدة أماكن وقد تستغرق عدة سنوات فتكون محدود زمنيا وجغرافيا , فإنه
يصعب تطبيقها إن لم تكن مستحيلة .
جـ- أنها تتأثر بالعوامل الخارجية
غير المنظورة والتي قد تكون طارئة (كتقلبات الطقس) , مما يعيق عملية القيام بالملاحظة
أو يجعل الأشخاص الملاحظين ينهجون نهجا غير سلوكهم الطبيعي ولكنه غير مقصود أو مصطنع
كما في العيب الأول , والذي له أثره السلبي على قيمة المعلومات علميا .
د- هناك جوانب لا يمكن ملاحظتها
سواء كانت أحداث (كالحياة الخاصة للأفراد) أو سلوكية (كالدوافع والعقائد والانطباعات
النفسية) والتي يمكن الحصول على معلوماتها بالإستبانة أو المقابلة .
هـ- تأثر الملاحظة بدرجة كبيرة بالملاحظ نفسه , سواء
في الجانب العلمي لديه (كالمعلومات والمسلمات السابقة لديه ) أو في الجانب الشخصي
(كالقدرات العقلية أو ضعف الحواس) أو في الجانب المهاري (كإتقانه لمهارات الملاحظة
وأدوات التسجيل) أو الجانب النفسي (كالانفعالات السلوكية وضبط النفس والصبر) , مما
يجبر الملاحظ على مراعاة هذه الجوانب كلها ومحاولة تقليل آثارها السلبية عن طريق الدقة
في التسجيل , والتدريب على الأدوات وأجهزة القياس .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق